Safeguarding and Preserving Abu Dhabi’s Distinctive History and Heritage: A Key Mission Driven by the Department of Culture and Tourism

24 أكتوبر, 2019

لا يقتصر التراث الثقافي على المعالم التاريخية والمقتنيات الأثرية، بل يشمل أيضاً التقاليد والعادات اليومية المتوارثة، والتراث الحديث
تعمل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي عبر مراكزها الثقافية وبرامجها المستمرة على ايجاد الوسائل والسبل التي تحافظ على التراث بما فيها توثيق التراث الشفاهي، واستمرارية الممارسات التراثية
تُعنى دائرة الثقافة والسياحة بتطبيق قانون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي، والذي تسري أحكام لائحته التنفيذية على التراث الثقافي، وعلى التراث الثقافي المادي الأجنبي

تتمتع إمارة أبوظبي بتراث ثقافي غني، ولا تزال العديد من عناصره القديمة حية وتثري الحياة اليومية وتضيف قيمة خاصة على التراث الثقافي الحديث، من خلال الجهود التي تقودها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لحفظ وحماية التراث والترويج للمقومات الثقافية باعتبارها مميزات للهوية الوطنية، ومعبر عن مكنون الثقافة الإماراتية.

يتنوع مشهد التراث الثقافي في أبوظبي بشكليه المادي والمعنوي، وذلك لتنوع البيئة الطبيعية ما بين بحر وصحراء وواحات، والممتدة على مساحة شاسعة تشمل مدينة أبوظبي، ومنطقة الظفرة التي تقع على تخوم صحراء الربع الخالي، وشرقاً نحو منطقة العين التي تعد من أقدم المستوطنات البشرية في المنطقة والتي بقيت مأهولة بالسكان بشكل مستمر حتى وقتنا الحالي. لا يقتصر التراث الثقافي على المعالم التاريخية والمقتنيات الأثرية، بل يشمل أيضاً التقاليد والعادات اليومية المتوارثة، بما فيها المعتقدات والتراث الشفاهي، وفنون الأداء، والممارسات الاجتماعية والاحتفالية، والحرف والمهارات المتعلقة بالصناعات التقليدية. وأيضا يندرج ضمن ذلك التراث الحديث من مباني تعبر عن طرز معمارية مرتبطة بحقبة زمنية معينة، وممارسات يومية وتعابير فنية تطورت ضمن سياق النمو المجتمعي.

وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي "تتميز أبوظبي بتنوع تراثها الثقافي مما يعطيها طابعاً خاصاً ومميزاً، خاصة أن العديد من الممارسات التراثية لا تزال قائمة في الحياة اليومية لأهالي أبوظبي، ولا يقتصر ذلك على المباني التاريخية التي قمنا بترميمها وحفظها واعادة تشغيلها كمراكز ثقافية أو مجتمعية، بل أيضاً في البرامج والمهرجانات والأنشطة التي طورناها لتعكس غني الممارسات التراثية وتنوعها، وذلك حفاظاً على هوية المجتمع والتذكير بتاريخ الأجداد وكفاحهم للتأقلم مع الطبيعة، واحتفاء بالفنون التي ابدعوها في الحرف المختلفة وفي الأداء والشعر والموسيقى، وكذلك تراثهم في الحكمة والروايات وغيرها من فنون".

وأضاف: "تقوم استراتيجية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، فيما يتعلق بالتراث الثقافي على ثلاثة محاوررئيسية، أولها توثيق التراث والحفاظ عليه باعتباره قيمة معنوية للجماعات التي تنتمي إليه، وبناء القدرات والخبرات في مختلف مجالاته وتمكينهم من الاستمرارية في ممارسته، وبناء تراث ثقافي حديث يعبر عن النمو المجتمعي في الوقت الحاضر. إن اهتمامنا بالتراث الثقافي ينطلق من المكتسبات التي تحققت لتراثنا الوطني والذي أصبحت له صفة عالمية من خلال ادراج العديد من عناصره على قوائم اليونسكو للتراث العالمي المادي والمعنوي، حيث تعد الإمارات في مقدمة الدول التي أدرج تراثها على هذه القوائم".

قائمة اليونسكو
تلتزم دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بالحفاظ على عناصر التراث الوطني المسجل في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية والتي تعتمدها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" وذلك بالشراكة مع المؤسسات الثقافية والمجتمعية الفاعلة، والجمعيات المتخصصة بالتراث والأفراد الفاعلين في هذا المجال من باحثين وجامعين للتراث وحرفيين وغيرهم من المهتمين. فقد نجحت دولة الإمارات في تسجيل ثمانية عناصر على قائمة التراث العالمي، وهي تشمل كل من؛ الصقارة، والسدو، والعيالة، والرزفة، والتغرودة، والقهوة العربية والمجلس، والعازي. حيث تواصل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عقد ورشات عمل متخصصة لتطوير القدرات في مجالات جمع التراث وتوثيقه ونقله.
كان لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي دور محوري في تسجيل 6 عناصر في قائمة اليونسكو، لاسيما الملفات الدولية التي قادت إلى تسجيل بعض العناصر كتراث مشترك بين عدة دول، مثل ملف الصقارة الدولي الذي شاركت فيه أكثر من 17 دولة، ويعد ملفا نموذجيا للتعاون الدولي في هذا المجال.

البرامج المستمرة
تعد البرامج والأنشطة المتعلقة بالتراث الثقافي من صميم مهام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إذ تعمل الدائرة عبر مراكزها الثقافية وبرامجها التي يجرى تنفيذها في انحاء الإمارة، على ايجاد الوسائل والسبل التي تحافظ على التراث بما فيها توثيق التراث الشفاهي، واستمرارية الممارسات التراثية. في هذا الاطار استحدثت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي "بيت الحرفيين" في منطقة الحصن الثقافية وسط العاصمة، ليكون داعماً للجهود الرامية إلى صون الممارسات والحرف التقليدية في الدولة، بالإضافة لتمكين عمليات نشر المعرفة والمهارات الخاصة بهذه الحرف ونقلها بين الأجيال، بما يضمن استدامتها في المستقبل. إلى جانب دوره في إحياء الحرف التقليدية وتعزيز تواجدها بين الأنشطة الثقافية المعاصرة، يقدم بيت الحرفيين حزمة من الدورات التدريبية وورش العمل التعليمية وغير ذلك من الفعاليات العامة.

ضمن استراتيجية لإحياء التراث والتقاليد الأصيلة، اطلقت الدائرة مبادرة "بيت القهوة" وهو برنامج تدريبي ينتهي باصدار تصريح لإدارة مشروع سياحي ثقافي يقدم تجربة محاكاة نموذجية لمراحل إعداد القهوة وتقديمها في أقرب صورة لما كان متعارفاً عليه قديماً، تتيح المبادرة توثيق وحفظ الممارسات التي ارتبطت بالقهوة والمجلس، والتي ترمز إلى الكرم والضيافة والاحترام المتبادل، حيث يقدم البرنامج التدريبي لـ"بيت القهوة" إطاراً شاملاً لهذه الممارسات، وفق التوصيف المعتمد في الملفات المقدمة إلى منظمة اليونسكو. وتقدم حالياً تجارب حية للزوار في بيت الحرفيين في منطقة الحصن.

كما نجحت الدائرة في ايجاد منصة سنوية للحرفيين من انحاء الإمارات من خلال مهرجان الحرف والصناعات التقليدية، والذي ينظم سنوياً في سوق القطارة في العين، حيث يشارك فيه أكثر من 100 حرفي يقدمون خبراتهم وفنونهم مباشرة أمام الجمهور، إذ ينعقد المهرجان هذا العام تحت شعار "حرفة الأجداد، فخر الأحفاد" خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 16 نوفمبر، وينظم المهرجان سلسلة متميزة وفريدة من نوعها من الفعاليات وورش العمل التي تستهدف ممارسي الحرف والصناعات التقليدية في الدولة، والجهات المتخصصة في بيع وتسويق المنتجات التقليدية، والهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بالمحافظة على الحرف والصناعات التقليدية وإنتاجها وتطويرها، بالإضافة إلى المؤسسات التربوية والتعليمية، والأسر المنتجة.
فيما يعد المؤتمر الخليجي للتراث والتاريخ الشفاهي حدثاً سنوياً مهماً على أجندة المؤرخين والباحثين في التاريخ والتراث في منطقة الخليج، إذ يستضيف سنوياً نخبة من المتحدثين لتقديم أوراق عمل وبحوث تناقش مستجدات هذا المجال، مع إلقاء الضوء على تجارب ناجحة ومضيئة في التأريخ وتوثيق التراث.
المواقع التاريخية
وفي منطقة العين، تدير دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مجموعة من المواقع التاريخية الهامة، والمباني القديمة والواحات الطبيعية، والتي تعد من أهم العناصر الرئيسية المكوّنة للبيئة التاريخية في إمارة أبوظبي. كما تمتد مسؤولية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي إلى إدارة وتطوير المواقع ذات الأهمية الثقافية بما في ذلك المدرجة على قوائم اليونسكو لمواقع التراث العالمي، والتي تشمل واحات العين الستة والمواقع الأثرية في هيلي وجبل حفيت وبدع بنت سعود.
كما تحتضن منطقة العين العديد من المواقع ذات الأهمية التاريخية والتراثية، مثل قلعة الجاهلي، وقصر المويجعي، ومتحف قصر العين، ومركز القطارة للفنون، إلى جانب متحف العين الذي يخضع لعمليات تجديد وتوسعة حالياً، إلى جانب مجموعة من البيوت القديمة التي تشكل نماذج هامة على العمارة المحلية مثل بيت الدرمكي. وتقام ضمن هذه المواقع العديد من البرامج التراثية وورش العمل المتخصصة والتفاعلية طوال العام، مثل ورشة البشت الملكي أو الخنجر الإماراتي، والتي تكشف عن فنون صناعة هذه الحرف على يد خبراء، كما يتضمن البرنامج عروض أفلام ومسرحيات وجلسات نقاشية تتناول موضوعات مختلفة، إلى جانب الجولات برفقة آثاريين على المواقع التاريخية والآثارية والواحات.
وتُعنى دائرة الثقافة والسياحة بتطبيق قانون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي، والذي تسري أحكام لائحته التنفيذية على التراث الثقافي، وعلى التراث الثقافي المادي الأجنبي، بحسب ما حدده القانون واللائحة، كما تتولى الدائرة مسؤولية الكشف عن آثار الحضارات القديمة في الإمارة إلى جانب توثيق وحفظ وضمان سلامة المباني التاريخية.
التراث المعاصر
لا تكتفي دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بحفظ التقاليد والحرف القديمة، بل تشجع على الابتكار والتطوير في الممارسات الفنية المتعلقة بالتراث في سبيل اضفاء المعاصرة عليها ومزجها في الحياة اليومية، فقد اطلقت الدائرة مؤخراً أول بطولة من نوعها مخصّصة لإعداد القهوة العربية للاحتفاء بتراث القهوة في منطقة الخليج العربي، وتوسيع الاهتمام بها باعتبارها تراثاً عالمياً. تقام البطولات في ديسمبر القادم بالتزامن مع معرض سيال الشرق الأوسط، الحدث السنوي الرائد في المنطقة لقطاع الأغذية والمشروبات والضيافة. تشمل البطولات فئات عدة لاختبار معارف وممارسات صناع القهوة على جميع المستويات بما فيها تاريخ القهوة، واختيار حبوب البن، وأساليب تحضيرها وطرق تقديمها.
كما تدعم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي المبادرات التي تقيمها لجنة كولبير "فلانيري كولبير أبوظبي" ، التي تمثل 84 علامة من العلامات التجارية الفاخرة ومنتجات الرفاهية و16 مؤسسة ثقافية فرنسية، المقرر تنظيمها خلال الفترة من 12 نوفمبر إلى 14 ديسمبر 2019 في "بيت الحرفيين" في موقع الحصن و"الجاليريا في جزيرة المارية" في جزيرة الماريا ومعرض "فن أبوظبي" و"متحف اللوفر أبوظبي"، حيث يشارك حرفيون فرنسيون وإماراتيون في حوارات حول مهاراتهم في السدو والخوص والتلي وصناعة الخنجر من الجانب الإماراتي، والتطريز وفن الطهي والمصنوعات الفضية والجلدية من الجانب الفرنسي.

بينما يشهد كل من المجمّع الثقافي في منطقة الحصن، ومنارة السعديات تنامي أشكال التعبير الابداعية المعاصرة المختلفة، مثل الفنون، وفنون الأداء، والمسرح، وفنون الغناء والموسيقى والشعر، وذلك ضمن برامج يتم تنظيمها بشكل دوري، وتشهد تفاعلاً منقطع النظير من قبل مختلف شرائح المجتمع.

تتكامل جهود دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في حفظ وصون التراث الثقافي مع جهود المؤسسات والجهات الأخرى ذات الصلة، حيث تزخر إمارة أبوظبي بمجموعة من الأنشطة التراثية ذات الصبغة الجماهيرية تقام طوال العام في مختلف مناطق الإمارة، والتي تتسم بالتنوع والتفاعل المجتمعي الكبير، مثل مهرجان ليوا للرطب، والذي يقام في منطقة الظفرة احتفاءً بموسم نضج ثمار التمر؛ ومهرجان الظفرة، الذي يحتفي بتراث تربية الإبل وسباقاتها ومسابقات الجمال المتعلقة بها؛ ومهرجان الشيخ زايد التراثي الذي يقام في منطقة الوثبة، والذي يعطي صورة بانورامية حية عن اسلوب الحياة قديماً لفترة تستمر لأكثر من شهر.

توثيق التراث
في اطار جهودها لتوثيق التراث والمعارف المتعلقة به، تولي دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي أهمية خاصة لتوفير اطار مرجعي يساهم في تعزيز العلوم المتعلقة بالتراث، لاسيما أن العديد من جوانب التراث تعد شفهية ويعوزها التوثيق، فقد نجحت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في اصدار قائمة ضخمة من الكتب المرجعية في التراث الإماراتي، وكذلك التراث العالمي، فقد اصدرت الدائرة أكثر من 200 عنوان تغطي أساليب تعليم التراث وكيفية دمجه في المناهج التعليمية، وآليات جمعه وتسجيله، وسلسلة تعريفية بعناصر التراث الوطني المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، إلى جانب دراسات عن عناصر مختلفة من التراث مثل النخلة والأفلاج والابل وغيرها من مكونات أساسية في الحياة القديمة بما فيها من معتقدات وأهازيج وتقاليد وفنون أداء وحكايات شعبية ولهجات وسير الشخصيات التاريخية أو المؤثرة اجتماعياً، كما اصدرت الدائرة مجموعة من الكتب التي تسلط الضوء على أهم المكتشفات الآثارية والدراسات المتعلقة بها، فيما ترجمت أهم العناوين من التراث العالمي والتي تتناول ثقافات الشعوب في سلسلة شيقة تعد مرجعاً عربياً نادراً.

روابط سريعة

مكاتب دولية

البحث عن أقرب نقطة اتصال لديك

اتصل بنا

ص. ب 94000، أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة
هاتف:	+971 2 444 0444
فاكس:	+971 2 444 0400
البريد الإلكتروني:	info@dctabudhabi.ae