في عام 2023، ألهمتنا رؤيتنا العزم على تحقيق المزيد من الإنجازات وتوثيق العديد من اللحظات الخالدة. ولا زلنا نواصل بشكل جماعي تعزيز أهدافنا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الطموحة محلياً وإقليمياً وعالمياً للارتقاء بمكانة أبوظبي كوجهة ثقافية وسياحية، وإثراء تجربة الزائر وتحسين نوعية الحياة للمقيمين.

وهنا، أود أن أشكر جميع من ساهم معنا في تحقيق هذه النجاحات وكان جزءاً فاعلاً من رحلتنا ومسيرة عملنا. وبينما نعمل على تمكين وصون والارتقاء بمكانة أبوظبي كوجهة مفضلة أولى للجميع، فإننا نؤكد أنّ الثقافة في صميم كلّ ما نقوم به.

وفيما نواصل حالياً العمل على تحقيق مستهدفات خططنا في جميع أنحاء مدينة أبوظبي ومنطقتي العين والظفرة، فإن لحظتين مهمتين تلخصان عام 2023 هما افتتاح مركز جديد للزوار في جزيرة صير بني ياس، وإعادة افتتاح متحف دلما الذي كان في السابق منزلاً ومقراً لإدارة الأنشطة التجارية لتاجر لؤلؤ، وهو اليوم معلَم ثقافي يُشارك في سرد قصة أبوظبي ومشاركتها مع العالم، اعتزازاً بهويتنا الوطنية وإثراءً لمواقعنا التاريخية كوجهة متميِّزة ومُلهمة لكل مَن يرغب في معرفة المزيد عن تاريخ أبوظبي الغني.

يمكن لزوار مواقع التراث الثقافي في جزيرة صير بني ياس التعرف على أنماط الحياة التي كانت سائدةً في بلادنا في العصر الحجري الحديث (4000-8000 قبل الميلاد)، عندما كانت المنطقة ملجأ للبحارة والتجار. إن مواقعنا الثقافية تستعيد حكايات آلاف السنين، وتضيف إلى مساعينا للتمكين والنمو المستدام لأبوظبي كوجهة عالمية للثقافة والسياحة.

ولا يزال إرثنا الثقافي حياً، حيث نعمل على مشاركة تقاليدنا وعاداتنا وحرفنا اليدوية التي تشكل تراث أبوظبي الفريد. ففي عام 2023، لم نكتفِ بترميم وحماية مواقعنا الأثرية ومبانينا التاريخية القديمة، بل ركّزنا على التراث العمراني الحديث. حيثُ أعلنّا في شهر يوليو، عن إجراءات الحفاظ الفوري على أكثر من 60 موقعًا تراثياً حديثاً، بدءًا من المجمّع الثقافي في أبوظبي وحتى سوق الذهب القديم في العين.

واحتفلنا أيضاً بإدراج اليونسكو الهريس الأكلة الشعبية التقليدية في دولة الإمارات ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو.

لا ينبغي حماية الثقافة الإماراتية والحفاظ عليها فحسب، بل علينا أن نعتز بها ونعمل على إبرازها وتسليط الضوء عليها كعنصر محوري من عناصر هويتنا الأصيلة التي نتقاسمها مع العالم، مع الدمج المستمر لتجاربنا الثقافية والسياحية بشكل متزايد. وشملت النجاحات الكبرى في عام 2023 افتتاح معرض منار أبوظبي للفنون المرئية والضوئية، وإطلاق مبادرة الفن العام أبوظبي، وافتتاح بيت العائلة الإبراهيمية.

لقد رحبنا ب 1.5 مليون زائر لفعالياتنا المتنوعة، مما جعل أبوظبي مركزًا للترفيه على مدار العام. وشمل ذلك عروضاً لممثلين كوميديين عالميين وحفلات موسيقية وفعاليات ومنافسات رياضية بات لها مكانتها الراسخة ضمن أجندة الفعاليات الرياضية العالمية، والتي تم بثها مباشرة عبر العالم.

شهد قطاع فعاليات الأعمال سريع النمو لدينا زيادة قوية بنسبة 44% في عدد فعاليات الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والفعاليات (MICE) وزيادة بنسبة %50 في عدد الزوار لسياحة الاجتماعات والحوافز. وقد تم تحقيق ذلك من خلال فريق مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض من خلال نقاط الاتصال والملتقيات بما فيها منتدى أبوظبي لفعاليات الأعمال وأسبوع أبوظبي للسفر والسياحة.

ولم نغفل عن تمكين مكانة لغتنا الأم وتعزيزها، فقد واصلنا جهودنا الترويجية للغة العربية محلياً وعالمياً، من خلال تنظيم مركز أبوظبي للغة العربية لكبريات معارض الكتب ذات المستوى العالمي والمهرجانات النابضة بالحياة، والجوائز الأدبية المرموقة عربياً وعالمياً. في العام 2023 شهدنا زيادة ملحوظة في الفعاليات المتخصصة التي أتاحت فرصة لإشراك الشباب وتنمية حس القراءة لديهم، كما أسهمت في ازدهار صناعة الكتاب والنشر.

وبفضل تصميمنا الجماعي وعزمنا والمواهب التي يتمتع بها موظفونا وشركاؤنا، فإننا نتعاون لضمان نجاحنا المستقبلي بهدف واحد: حماية وتعزيز وتطوير قطاعي الثقافة والسياحة في أبوظبي.

معاً، دعونا نواصل النمو مستمدين رؤيتنا من زخم نجاحاتنا في عام 2023 والتي تدعمها استراتيجينا السياحية المحدّثة مع أهداف أكثر طموحاً يتعين تحقيقها، وذلك في إطار رحلتنا المستدامة، بعهد أن نتعاون يداً بيد لنزدهر معاً.

محمد خليفة المبارك
الرئيس
دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي

مكّنتنا إعادة تركيز وتحديد أهدافنا لماذا، من تسريع وتيرة عملنا بعزم وزخم منقطع النظير، لتحقيق رؤية دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي لعام 2023، إضافةً إلى ترسيخ قيم التعاون والنمو، وكانت الدافع لتجديد عهدنا بإثراء الحياة في أبوظبي وحول العالم، تمكيناً لاستدامة قطاعي الثقافة والسياحة في الإمارة.

لقد كان العام الماضي شاهداً على التقدم المذهل الذي أحرزناه خلال سعينا متضامنين لتحقيق أهدافنا، مدفوعين بالعمل الجاد والجهود الجماعية لموظفينا وشركائنا. فقد أثبتت روح التعاون التي أعليناها في كل جانب من جوانب عملنا أهميتها وقيمتها مرة أخرى، مما عزز إيماننا بقدرتنا على تحقيق المزيد عندما نعمل معاً كفريق واحد.

خلال العام الماضي، خطونا خطوات ثابتة نحو التميز، حيث قمنا بتحسين عملياتنا التشغيلية وتعزيز علاقات التعاون، وهي تغييرات متكاملة عكست قدرتنا وعزمنا للحفاظ على المحرك الدافع لمسيرة تقدمنا بسلاسة وأقوى من أي وقت مضى. يعدُّ التحسين المستمر بمثابة رحلة مستمرة، مع الدروس المستفادة الأساسية الواضحة في كيفية تنظيم مهرجاناتنا وفعالياتنا ومشاريعنا الجديدة بسلاسة. ويأتي التقرير السنوي ليلقي الضوء على نتائج هذه الجهود، ويعرض كفاءتنا وأهليّتنا لمواصلة الازدهار الجماعي ومساعدة الموظفين على إظهار تألقهم.

إن العمل الرائع الذي قمنا به لن يكون مجدياً ما لم نحافظ على وتيرته المتصاعدة بإطار قوي لإرشادنا. وهنا يأتي دور تنفيذ الاستراتيجيات القوية والسياسات المبتكرة، مما يمكّن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي من تبني مستويات جديدة من الشفافية والانفتاح في جميع مستويات عملنا.

لقد التزمنا مرونةً قياديةً وسهولة تواصل عبر مختلف مستويات العمل، من خلال اللقاءات الجماعية لموظفي الدائرة، والفعاليات العامة التي نعقدها على مدار العام، الأمر الذي أسهم في تعزيز روح المشاركة داخل الدائرة وبين أفراد مجتمع أبوظبي بشكل عام.

لقد كان العام الماضي عاما حقّقنا فيه أهدافنا الجريئة والطموحة في كل خطوة طوال المسيرة على امتداد العام. ومن خلال الاعتماد على مجموعة المواهب المذهلة لدينا وروح الابتكار الجماعية التي يتحلى بها فريقنا، شهدنا نموًا حقيقيًا ومستدامًا لا يعود بالنفع على زوار الإمارة فحسب، بل على سكانها أيضا.

كانت الدورة الأولى من أسبوع أبوظبي للسفر والسياحة من أبرز الأحداث في عام 2023، متيحةً من خلال ملخص سياحة أبوظبي وغيره من المبادرات، تفعيل التنسيق والتعاون القائم بين الشركاء في مختلف مجالات صناعة السياحة، إلى جانب تبادل الخبرات والرؤى للمساهمة في تطور القطاع. بالإضافة إلى ذلك، قدّم ملتقى سفراء الضيافة الإماراتي الأول منصة قيمة لتنمية الكوادر السياحية الناشئة في الدولة لتشكيل مستقبل صناعتنا.

وتضمنت الإنجازات التي تحققت خلال عام 2023 عودة فعاليات مثل مهرجان التراث البحري، الذي سلّط الضوء على التراث البحري الفريد لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ مهرجان أم الإمارات، الذي قدّم باقةً من التجارب العائلية التفاعلية الحافلة بالمرح ضمن برنامج حافل بالعروض الترفيهية والحفلات؛ ومهرجان الشيخ زايد، أحد أكبر الفعاليات التراثية في الإمارة. علاوة على ذلك، أطلقنا صندوق أبوظبي للاستثمار في قطاع الطهي المتميز بهدف استقطاب ألمع علامات المطاعم العالمية، وتحفيز الابتكار والإبداع وتطوير مشهد الطهي في أبوظبي. وقد تم استكمال ذلك بحملات ترويجية تسويقية قوية، واستقطاب المشاهير العالميين كسفراء لها، إضافةً إلى أنّ توقيع العديد من الشراكات الاستراتيجية رفيعة المستوى مثل مانشستر سيتي ويو إف سي قد ساهمت كلاً على حدة، بشكل كبير في تحقيق مهمتنا، وتعزيز المشهد الثقافي والسياحي.

لم تكن رحلتنا خالية من التحديات، لكنّ دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي اعتمدت استراتيجيات ذكية ورشيقة لمواصلة تقدّم أعمالها واستدامة نموّها. ونحن ممتنون للغاية لموظفينا وشركائنا وموردينا لدعمهم الثابت في هذه الرحلة.

أتقدّم بالشكر الجزيل لفريق عمل الدائرة، ولشركائنا وأصحاب المصلحة على التزامهم وتفانيهم في العمل بانسجام وتكامل. لقد كانت مساهماتهم الجماعية ضرورية لتحقيق نجاحاتنا العديدة حتى الآن، ولم يكن بوسعنا أن نصل إلى هذه المرحلة لولا هذا الالتزام والتصميم.

يعد هذا التقرير السنوي بمثابة خارطة طريق لمساعينا المستقبلية. إنه يلهمنا للتفكير بشكل إبداعي وتوسيع نافذة الإمكانيات لدينا بينما نخطط للنمو المستقبلي.

عندما نتطلع إلى المستقبل، فإننا متحمسون للإمكانيات التي تنتظرنا. ومن خلال رؤيتنا الاستراتيجية المحددة والالتزام بالتميز، نحن على استعداد لمواصلة دفع قطاعي الثقافة والسياحة في أبوظبي إلى آفاق جديدة، مما يضمن بقائها وجهة نابضة بالحياة وديناميكية لسنوات قادمة.

شكرا لكم.

سعادة سعود عبدالعزيز الحوسني
الوكيل
دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي